مــنـتـدى ابـن الـهـدابــي
أهلا بك أخي/تي الزائر في منتدى ابن الهدابي اذا كانت هذه أول زيارة لك ، فإننا نرجو ان تسجل معنا وتشاركنا في مواضيعك الشيقة
مــنـتـدى ابـن الـهـدابــي
أهلا بك أخي/تي الزائر في منتدى ابن الهدابي اذا كانت هذه أول زيارة لك ، فإننا نرجو ان تسجل معنا وتشاركنا في مواضيعك الشيقة
مــنـتـدى ابـن الـهـدابــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــنـتـدى ابـن الـهـدابــي

نحن معاك يا قائد عمان ... لا شقاق ولا نفاق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
شارك بابداعتكم في المنتدى واحصل شهريا على جوائز عينية ونقدية
جوائز شهرية على : 1- أجمل موضوع 2- أفضل رد 3- أنشط عضو
مبارك عليكم شهر رمضان الكريم ومبارك لللفائزين بالمسابقة الشهرية

 

 ثقافةٌ تعيشُ على الأدوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جمانه
مشرفة
مشرفة
جمانه


عدد المساهمات : 242
نقاط : 10506
تاريخ التسجيل : 23/08/2010

ثقافةٌ تعيشُ على الأدوية Empty
مُساهمةموضوع: ثقافةٌ تعيشُ على الأدوية   ثقافةٌ تعيشُ على الأدوية Emptyالأحد مايو 13, 2012 3:39 am

د. حسن مدن



يدعو آدم كوير في كتابه: «ما التاريخ» إلى أن نتجنب استخدام

كلمة «الثقافة» التي نُسرف في الإشارة إليها؛ لأنها صارت تدل

على الكثير جدًا بحيث باتت لا تعني سوى أقل القليل، أما

إرنستو ساباتو، فيدعو في كتابه الذي ترجمه إلى العربية أحمد

الويزي، بعنوان: «الممانعة»، فيرى أن ثقافتنا تقدم الدلائل

التي لا تخطئها عين عن دنو نهايتها، إنها تضطر باستمرار إلى

إعادة اختلاق بعض الأحداث وبعض الأنماط وبعض المتغيرات الجديدة

لأن ما من شيء مما تنتجه دائم ولا خصيب أو مفيد أبداً.

ويبلغ به حد التشاؤم أن يشبه حال الثقافة اليوم بحال ذلك

المريض الهرم الذي ما ينفك الأطباء يصفون له كل يوم بعض

الأدوية الجديدة فتجد أسرته، اليائسة من وضعه، نفسها مكرهة

على تغيير الأدوية والعلاجات باستمرار.

ومع أن ساباتو يرى أن أزمنة الغرب الحديثة للبشر عرفت ثقافة

ظلت تُعتبر ملاذاً ووجهة أرضية لشد ما تشوقت سفن الناس للرسو

عليها، فتحت سماء تلك الأرض فاجتازت الخلائق بغبطة، بعض

اللحظات المشرقة من وجودها، كما صمدت ببسالة، في وجه أهوال

الحروب وفظاعات المآسي العصيبة، لكنه يصر على انه ينبغي

علينا، اليوم، الإقرار بموات هذه الثقافة وحلول فصلها الشتوي

الحتمي، علما أنها نشأت برغبة ملايين الناس، ممن كرسوا لها

حياتهم، وسنوات عمرهم وبحوثهم ومجموع ساعات عملهم، مثلما

شُيدت كذلك بدماء أولئك الذين سقطوا صرعى، إما في سبيل قضية

عادلة أو أنهم قضوا سدى على امتداد خمسة قرون لأمر ما صالح أو غير صالح.

لا يبدو ادوارد سعيد على هذه الدرجة من الإحباط، لكنه مع ذلك

يُعمل معمل النقد، بصرامته المنهجية المعهودة، في مظاهر

التغيرات الابستمولوجية التي حدثت تحت تأثير الكولونيالية

والاستشراق والتعصب القومي ورهاب الأجانب، ليبدو في ذلك متسقاً

مع صورته كمثقف يثير الشكوك حول التاريخ والثقافة والأدب

بوصفها أنظمة من التفكير تمثل تصورات مخترعة بغية الإبقاء على

البنى المهيمنة للمعرفة والسلطة.

ويقف دور المثقف واشتباكات الثقافة بالهوية وراء التزام سعيد

القاطع بفكرة إعادة بناء التاريخ عبر الانخراط السياسي

والنقدي، فهو يشدد على أهمية الضمير النقدي في عمل المثقف،

ويوظف سعيد في ذلك معارفه في الموسيقى، حين يطالب بنمط فريد

من القراءة يسميه بالقراءة الطباقية، وهي قراءة تعول على

المصطلح الموسيقي الذي يعني وجود لحنين في مقطوعة موسيقية

واحدة وليست أحادية اللحن.


وما يقابل هذا المعنى ثقافياً ينبثق من فهم العلاقة بين المركز

الغربي للإمبراطورية وما هُمش بسببه، فلقد حاول ذلك المركز أن

يميز علاقته بالأطراف عبر قراءة أحادية مهيمنة.

والقراءة الطباقية، التي يدعو إليها، هي أن نستقرء اللحن

الآخر الصادر من الهامش أو الأطراف، وأن تستقل بنفسها عن

التواريخ الرسمية لصالح تواريخ أخرى مختلفة، يكتشفها الناقد

ذو النزعة المضادة للإمبريالية والقومية في آن معاً.

وتنطلق هذه الدعوة من حساسية ادوارد سعيد نفسه بصفته منفياً،

كان دائماً خارج المكان، كما عنْوَن سيرته الذاتية، ليرى أن

جميع الثقافات بسبب وجود الإمبراطوريات الاستعمارية متشابكة

وليس بينها ثقافة تتميز بالتفرد أو النقاء، بل أن الثقافات

جميعا مُهَجنة ومُوَلدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثقافةٌ تعيشُ على الأدوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــنـتـدى ابـن الـهـدابــي :: الفئة الأولى :: " فـئة الـغـرف الـعامـة " :: غرفة أخبار الدار-
انتقل الى: