العرب يعتبرون القذافي فاقدًا للشرعية ويدعون لحظر جوي على ليبيا

مكاسب لقوات النظام بالغرب والمعارضة عازمة على القتال



القاهرة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:اعتبر وزراء الخارجية العرب عقب اجتماعهم الطارئ بالقاهرة أمس أن نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا فقد شرعيته بعد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها السلطات الليبية في تعاملها مع الاحتجاجات داعين مجلس الأمن لفرض حظر جوي على ليبيا في الوقت الذي تحقق فيه قوات القذافي مكاسب بالغرب وسط عزم المعارضة على القتال.
واختتم وزراء الخارجية العرب أمس اجتماعهم الطارئ برئاسة معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية حيث طلب الوزراء في قرار اعتمدوه "من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي فوريا".
كما طلب الوزراء العرب "إقامة مناطق آمنة في الأماكن المتعرضة للقصف كإجراءات وقائية تسمح بتوفير الحماية لأبناء الشعب الليبي والمقيمين في ليبيا من مختلف الجنسيات مع مراعاة السيادة والسلامة الإقليمية لدول الجوار".
واعتبر مجلس الجامعة أن "جرائم وانتهاكات السلطات الليبية تفقدها الشرعية.
وقرر الوزراء "التعاون والتواصل مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي وتوفير الدعم العاجل والمستمر للشعب الليبي وتوفير الحماية اللازمة له إزاء ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة وجرائم خطيرة من جانب السلطات الليبية الأمر الذي يفقدها الشرعية". وأشار المجلس الوزاري للجامعة العربية إلى قراره السابق الذي أكد فيه "رفضه كافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا" غير أنه شدد على أن "عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء هذه الأزمة سيؤدي إلى التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الليبية".
وجدد الوزراء "الدعوة إلى الدول الأعضاء (في الجامعة) والدول الصديقة والمنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني العربية والدولية إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الليبي ومساندته في هذه الفترة الحرجة".
وأكد الوزراء في مقدمة قرارهم "ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني ووقف الجرائم تجاه الشعب الليبي وإنهاء القتال وسحب قوات السلطات الليبية من المدن والمناطق التي دخلتها عنوة وضمان حق الشعب الليبي في تحقيق مطالبه وبناء مستقبله ومؤسساته في إطار ديموقراطي".
وكان دبلوماسيون عرب أكدوا أن الجزائر وسوريا تحفظتا على قرار فرض الحظر الجوي على ليبيا.
وفي مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن القرار الصادر بـ "التعاون والتواصل" مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا "هو اعتراف" عملي به.
وأكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله في المؤتمر الصحفي نفسه "لقد أعطيناهم (المجلس الوطني الانتقالي) الشرعية".
وأوضح ابن علوي أن الوزراء وافقوا على طلب لبنان بإصدار بيان حول قضية الإمام موسى الصدر. وقال البيان المقتضب إن مجلس الجامعة "عبر عن اهتمامه بقضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه وضرورة العمل على تحريرهم وتأمين سلامتهم أو الكشف عن مصيرهم".
وكان معاليه قد قال في بداية الاجتماع إن "الأحداث الدامية والمؤسفة في ليبيا تستدعي العمل السريع للحؤول دون إراقة مزيد من الدماء".
وأضاف "لا يمكن للمجلس (الوزاري للجامعة) أن يبقى من دون تحمل مسؤولياته إزاء هذه الأحداث".
ودعا إلى "تدخل عربي بالتوافق مع الشرعية الدولية" وشدد على ضرروة "اتخاذ قرار الآن قبل أن تتجاوزنا الأحداث".
ميدانيا: حققت القوات الحكومية الليبية على ما يبدو مكاسب خلال اشتباكاتها مع المعارضة، لاستعادة السيطرة على العديد من المدن.
وذكرت قناة "الجزيرة" الإخبارية أنه لم يتضح بعد من يسيطر على الموقف في مدينة راس لانوف الغنية بالنفط شمال ليبيا.
ووردت تقارير عن أن المدينة قد هجرها السكان مع تواصل القتال أمس.
كانت قوات القذافي تمكنت من فرض سيطرتها على مدينة البريقة شرقي ليبيا، حيث قتل عدد كبير خلال القتال الأسبوع الماضي، بحسب "الجزيرة."
كما قال محتجون وسكان إن قوات القذافي شنت هجوما على بلدة مصراتة في محاولة لاستعادة المدينة الأخيرة المتبقية في أيدي المحتجين في غرب ليبيا. وقال متحدث باسم المعارضين المسلحين في اتصال هاتفي "يحاولون (قوات القذافي) دخول مصراتة وهم الآن على بعد نحو عشرة كيلومترات. "نسمع قصفا. ليس أمامنا خيار سوى القتال." وقال محمد أحمد وهو مقاتل آخر إن في مقدوره سماع صوت المدافع المضادة للطائرات يقترب من وسط المدينة. وتقول الحكومة إن المتمردين عصابات أو مقاتلين في تنظيم القاعدة. أي في خصوم القذافي أي صلة بجماعات متطرفة قائلين إنهم يحاربون من أجل الحرية والحقوق المدنية.